1 1

|هَذِهِ رُوحِي، وَ هَذَا جَسَدِي

لَكِنَّٓنِي لاَ أَمْلِكُ فِيهِمَا شَيْئاً، فَهُمَا مِلْكُك|

.

.

.

.

.

صباح الخميس

8 /2/ 2018

في أحد خميسات شهر فبراير البارد، كان يوماً عادياً من حياة شخصين..

" جونغكوك لقد تأخرت على الجامعة بُني! "

أعقب جون السفير من البعثة الكورية الجنوبية لدى الولايات المُتحدة الأمريكية مُخاطباً إبنه الذي كان يُقابلة على طاولة الطعام، استقام المعنيّ لينحني للموجودين راغباً بالمغادرة مُودّعاً إياهم

" أستأذنكم بالرحيل، وداعاً أبي "

ابتسم جونغكوك لوالده ليُغادر أخيراً

••••••

جامعة هارفرد

11:09 am

" جونغكوك هذا يكفي اتركه، ارجوك سوف تقتله "

أعقب إدوارد صديق كوك بصراخ، تقدم يونغي بعد ذلك راكضاً ليُحاول ابعاده عن الفتى الذي يكاد يموت اسفله...

" سيموت اليوم بالفعل، ايها السافل سأقتلك، هيونغ اتركني، سأقتله "

جونغكوك لازال يُوجه اللَّكمات لذلك الطالب حتى تورّم وجهه و ازرقّت بعض المناطق به، نجح يونغي بإبعاده بعد محاولاتٍ جهيدة و كان الفتى قد تشوّهت ملامحه و انتهى الأمر.

" ابتعد فوراً قبل ان يقتلك، اغرب من هُنا أيها الوغد الحقير "

خاطب يونغي ذلك الطالب الذي كان جونغكوك يبرحه ضرباً لينتهز الفتى الأجنبي الفرصة و يهرب فوراً، يونغي كان بالكاد يمسك جونغكوك الهائج الذي كان ينفث أنفاسه الملتهبة بحدة مُحاولاً تهدئة نفسه و عيناه شَزراء، كان يغلي بحق...

سحبه صديقاه أخيراً ليأخداه لمكانٍ هادئ ليهدأ هو الآخر، أحضر إدوارد زجاجة مياه ليُناولها للأصغر مقطب الحاجبين

" لابأس اهدأ جون لاداعي لكل هذا.. "

نظر كوك لإ بغضب فزمّ الآخر شفاهه ليبتلع ريقه بتوتر والتزم الصمت، ربّت يونغي على كتِف كوك

"لا تُلقِ له بالاً، أنا سأهتم بأمره و لن تراه هنا مجدداً، حسناً"

" هذا لن ينفع كان يجب أن تدعني أقتله، ما المانع من قتله هو لا يستحق الحياة حتى، لا أحد سيحاسبني إن فعلت "

جونغكوك لم يكُن يفكر بشكلٍ سليم حينها، الغضب تملّكه و سيطر على كل خليّةٍ بجسده، لذا قرر الشابّان ملازمته حتى يهدأ، فهو بالتأكيد سيتسبب بجريمة، حين يغضب لا أحد يتعرف عليه، و تهدئته أمر مستعصٍ عليهما، لكن ليس على..

" جيمينآه... جئت بالوقت الملائم "

نطق إد ملوّحاً للآخر القادم نحوهم، ثم اكمل بهمس

" تولّى انت الأمر، نحن ننسحب "

غمز ليونغي ليُغادرا تاركين خلفهم جونغكوك الغضوب و جيمين يصنع السحر به، جلس جيمين بجانب كوك ليضع يده على كتفه تنهد جونغكوك ليحضن خصر الآخر دافناً وجهه بعنق الآخر، بادله جيمين ليسأل

" المزيد من المشاكل.. "

همهم كوك وقد هدأ بالفعل، تأثير سحره قويٌ للغاية على جونغكوك اللاهج بحبه حد الهيام

" ألأنك تمتلك حَصانة دبلوماسية ستستمر بافتعال المشاكل.."

بصرامة تحدث جيمين

" هو مَن بدأ اقسم لك، ما كنت لأتشاجر معه لو لم يتفوه بالترهات عني.. "

تنهد الأقصر ليُرخي يديه حوله و سأل بتململ

" ما الذي سمعته هذه المرة.. "

شدّ كوك على خصره أكثر

" لا تهتم.. كل ما يهمني هو أنت، أنت فقط.. "

و هكذا كان الحال مع جونغكوك و جيمين، كوك ينسى العالم بما فيه بقرب جيمين -حبيبه-

-

Jungkook

وجود جيمين بجانبي هو كل ما أحتاج و كل ما أريد لأكون سعيداً، لا شيء آخر، فقط جيمين و المزيد من جيمين في كل لحظة، لا تستحضرني الكلمات لأصف ما بداخلي، كل ما أستطيع قوله أنني سأموت بدونه

و ما حبّي له إلاّ ذلك المرض الذي فتك بأعضائي لينخر خلاياي وصولاً لروحي المُكبّلة بأصفاد عشقي لقَهويّتاه المُتلألئة البرّاقة؛ ميؤوس الشفاء منه طالما قلبي ينبض بحبه؛ و رئتاي تتنفس رائحته و حتى في غيابه ستبقى آثاره ظاهرة خطيرة على حياتي؛ حتى تَجُرني للجنون أو الموت.

أجدُ بأحضانه الأمان و الراحة، ذلك الدفء الذي يُغلف قلبي ليُذيبني بحبه أكثر، هو كَدِفء الرّبيع الذي يجعل الزهور تُؤتي عطرها الخاص و تتفتح لتغدو بأجمل آيات الجمال

هكذا أنا في حضرته، أحياناً يأتيني شعورٌ سيئ حيال هذا، أنا لم يسبق لي و أن عشقت أحداً بهذا القدر، ولم أفَضل أحدهم على نفسي قبلاً، هو بداية كل شيء و هو نهايته كذلك، هو المسيطر على قلبي و روحي و جسدي، أنا خاضع له بكلّي، أحتاج وجوده أكثر مما يفعل هو

يُؤرّقُني كثيراً طبيعة حياتنا الإجتماعية، أنا إبن دُبلوماسي معروف وهو فتاً... عادي، لا أقصد أن أُقلل من شأنه أو ما شابه ولكن، حُبّنا لن يتقبله الكثيرون و أوّلهم عائلتي، سيخاف أبي على سُمعته بالتأكيد، لذا أنا مضطر لأن أبقي هذه المشاعر السرمدية طيّ الكتمان

فقط يكفي أنا و هو

" جيمين.. أحبّك لحدٍ أجهله، لحدٍ لم يصل له أحد، أعشقك، واقع لعينيك كما شفتيك و قلبك "

همهم لي فرفعت رأسي له مُشتاقاً لمُلاقاة عينيه

" قبّلني... "

همست و قد فقدت آخر ذرةٍ من صبري و لست مهتماً لا بالمكان و لا بالزمان أو حتى بمن حولنا، أنا فقط أحتاج دفئه

ربّت على رأسي

" ليس الآن جونغكوك، نحنُ بمكان عام"

قطبت حاجباي فأنا حقاً لم أكن أعطي لعنة لهذه التفاهات الآن، فأكمل

" اصبر قليلاً، اقسم انني سأعوضك ولكن اصبر، أنا أخشى أن يرانا أحدٌ ما، أنت شخص معروف ماذا سيُقال عنك، جونغكوك أنت تعلم أنني افعل هذا لأجلكَ وحدك.. "

إلتفتت لِكلا الجانبين و كان المكان خالٍ تماماً من وجود الكائنات البشرية لذا قررت أخذ ما أريد و دون صنيعةٍ من أحد...

إتّكأت بكفّي على الأرض و اندفعت نحو شفته السفلية الطرية حابساً إياها بين خاصتي بهدوء شديد، و هو شبهُ متفاجئ من فعلتي، أسبلتُ جفوني بخدر لفرط المشاعر العارمة التي إجتاحتني وقتها

انغمست باستطعام كرزيته بشغفٍ بالغ و بُطءٍ شديد، حاوطت عنقه بكف يدي الحرة لأقربه لي أكثر و هرموناتي تزيد اندفاعي أكثر فأكثر

استوليت على سفليته و رُحت امتصها جاذباً إياها للداخل أكثر، يدي التي تحيط عنقه تعبث بخصلات شعره من الخلف وكان كل ذلك في حضور هدوئه الساكن

هو كما العادة يُسلمني زمام الأمور، يمنحني السيطرة، فقط يستسلم لي

كونه مُستسلم بهذه الوداعة معي يجعلني أعشقه أكثر و يجعله مثيراً في نظري أكثر، أحب كل تصرّف يصدر منه أياً كان، أحياناً أدعوه بالساحر، فما يمارسه عليّ ليس إلاّ بِسحر..

أحب قُبلاتنا كيف تكون هادئة و مليئةٌ بالمشاعر و الأحاسيس المقدسة، ليست عبارة عن شهوة أو رغبة، هي فقط تعبير عن دواخلنا المولعة بالحب

و بعد أن بدأ الخدر يفتك بإدراكي فصلت القبلة مجبراً ليس إلا، فإن استمررت في تعاطي شفاهه فإنني سأتسبب بكارثة في العراء

أصدرت قبلتنا صوتاً خفيفاً مُحبب لقلبي، يدل على عدم رغبتي بالتوقف، لكنني لم ابتعد اكثر من إنش، و بقيت استشعر اضطراب انفاسه تُلاطِم حدود شفاهي المُبتلّة بِفعل جوفه الرطب

لطالما أغرمتُ بهذه النسمات الساخنة الصادرة منه، انفاسه تماماً كالمخدر بالنسبة لي، تُغيّب عقلي كما استيعابي..

و بعد أن انتظمت انفاسه فتحتُ عيناي لأباشر خاصته بحب، هل أخبرتكم عن مدى هيامي بعينيه، هي تحديداً تتسبب بالأذى لقلبي بمجرّد نظرها لي، تعكس لي كم هو بريء و يُحبني، هذا كل ما أراه داخلها، الحب و لا شيء سواه

طبعت قبلة رقيقة فوق شفته العليا كمُراضاتٍ لها، و قطعتُ وعداً على نفسي أن أمنحها حقها لاحقاً، ثم همست

" أحبك، أحبك، أحبك، أحبك، أحبك، أكثر من أي شيء "

ابتسم لي ليُجيبني، بعد أن قبّلني بسطحية

" و أنا أيضاً "

لا أعلم إن ذكرتُ هذا لكم لكن.. أحبّ ابتسامته، هي تمنحني الطاقة والحيوية والسعادة، تشعّ الدنيا باشراق في عيوني فقط لرؤيتها..

" و أنت ماذا ميني..! "

نطقت بغباء، أدّعي الجهل فقط لأسمعها منه لكنه خجل كعادته و ضرب كتفي لأبتعد

" أعلم أنك تعلم.. أحمق"

قهقهت بخفّة ثم حضنته وقد نسيتُ كل غضبي و حزني، ألم أخبركم بأنه ساحر...

.

.

.

.

.

.

09:54 pm

غادت المبنى قاصداً زيارة حبيبي أشتقتُ إليه كثيراً، أرى أن كل ثانية تمر من حياتي دون وجوده لا معنى لها، و لست أحتسبها من عمري

ركبتُ سيارتي السوداء الفارهة لأضع الحزام و أشغّل المحرك، قمت بالإتصال بملاكي لأتأكد من وجوده في شقته، شقته تلك كم أُبجّلها، لطالما احتوت حبَّنا الذي لم يعترف به أحد، لست مهتماً برأي أحد طالما أن ملاكي يعترف به، هذا كل ما يهمني بالحياة

" صغيري أين أنت..؟ "

" في البيت، لما؟ هل أنت قادم..!؟ "

أجابني من الجهة الأخرى

همهمت لأكمل

" اشتقتُ إليك.. "

" بانتظارك إذاً.."

هو أعقب

" أحبّك "

نطقت بهمس

و بنفس النبرة ردّد

" و أنا أيضاً كوك "

أنهيتُ المكالمة بابتسامة تشق وجهي

وصلت شقته لأطرق على الباب، بعد ثوانٍ فَتح الباب بابتسامة هادئة، جُبت معالمه بنظري، كان فاتناً كعادته

" ادخل.. "

نطق مبتعداً عن الباب فقد كان مشغولاً بتجفيف شعره المُبتل، يبدو أنه كان يستحم، دخلت بدوري لأغلق الباب بعد ذلك

" كنت تستحم..! "

أبديتُ ملاحظتي فهمهم لي وقد جلس على الأريكة بغرفة المعيشة، لحقت به لأجلس بجانبه ثم قبلت خده الناعم ليبتسم لي ثم يخفض رأسه مكملاً عمله

" دعني أفعلها أنا.. "

نطقت مبعداً يديه عن المنشفة و قد استقرت يداي مكانها، استدرت لأقابله بشكل أفضل و أجفف له شعره بخفة

أنهيتُ تجفيف شعره لأضع المنشفة على الأريكة الأخرى و أعود لألتفت له مجدداً، كوّبتُ وجهه مجبِراً إيّاه على النظر لعيناي، كان بعينيه شيء غريب، بدا لي بارداً، راودني القلق بشأن هذه النظرة، بالتأكيد هذه ليست أول مرة ولكنها تزعجني كثيراً في كل مرة

" أنت بخير ملاكي "

" بخيرٍ تماماً.. "

أجابني ثم وضع يديه على خاصتي المُحيطة بوجنتيه، حركت إبهامَاي ماسحاً على وجنتيه الصافية، كانت تدعوني لتقبيلها بإلحاح فلبّيتُ دعوتها بِنُبل، فقط قبلة واحدة صغيرة

" ألم تشتق لي حبيبي..! "

سألتُ ليُجيب

" كثيراً.. "

نطقها بلا روح لكنها تكفيني، أتساءل عمّا يحجبه بمكنونه، إعتدتُ على هذه الحالة التي تصيبه أحياناً، تأتي عليه أوقاتٌ يكون فيها بارداً كالشتاء و في أوقاتٍ أخرى يكون فيها دافِئاً كالربيع، هو تماماً كالطقس، يتمتع بِمزاجية حادّة...

كان هذا منذ أن كان فقط صديقي، أي قبل أن يحبّ أحدنا الآخر، وقبل أن أعترف له و يُوافق، قبلَ أول قبلة، قبل أول عناق و قبل أول شجارٍ حتى، لكنها مازالت تُثير قلقي، أخشى عليه من كل شيء حتى نفسي، و ما أخشاه أكثر أن أكون أنا سبب حاله هذا، تُرى هل هو أنا فعلاً..

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

CHAPTER : 1 ✔

TO BE CONTINUED...

avataravatar